responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 154
تقصدوا عند عروض هذه الحالات بالتراب الطيب من صعيد الأرض ورفيعها بان تضربوا أيديكم عليها وبعد ما ضربتم فَامْسَحُوا باليدين المغبرتين بِوُجُوهِكُمْ مقدار ما يغسل ليكون بدلا من الغسل نائبا عنه وَأَيْدِيكُمْ ايضا كذلك جبرا لما فوتم من الغسل بالماء إذا لتراب من جملة المطهرات سيما من الصعيد المرتفع وبالجملة إِنَّ اللَّهَ المصلح لعموم أحوالكم كانَ عَفُوًّا لكم مجاوزا من أمثالها غَفُوراً يستر عنكم عموم زلاتكم ولا يأخذكم عليها ان كنتم مضطرين فيها بل يجازيكم خيرا تفضلا وامتنانا.
ثم قال سبحانه مستفهما مخاطبا لكل من يتأتى منه الرؤية عن حرمان بعض المعاندين عن هداية القرآن أَلَمْ تَرَ ايها الرائي إِلَى قبح صنيع القوم الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً وحظا مِنَ الْكِتابِ الجامع لجميع ما في الكتب السالفة الهادي للكل لكونهم موجودين عند نزوله سامعين الدعوة ممن انزل اليه صلّى الله عليه وسلّم كيف يحرمون أنفسهم عن هدايته الى حيث يَشْتَرُونَ ويختارون لأنفسهم الضَّلالَةَ بدل هدايته وَمع ذلك لا يقتصرون عليه بل يُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا اى يسدوا ويظلموا عليكم ايها المؤمنون السَّبِيلَ الواضح الموصل الى زلال الهداية بإلقاء الشبه الزائغة في قلوب ضعفائكم واظهار التكذيب وادعاء المخالفة بينه وبين الكتب المتقدمة وبالجملة لا تغتروا ايها المؤمنون بودادهم وتملقهم ولا تتخذوهم اولياء إذ هم اعداء لكم حقيقة
وَاللَّهُ الرقيب عليكم أَعْلَمُ منكم بِأَعْدائِكُمْ فعليكم ان تفوضوا أموركم كلها اليه والتجؤا نحوه واستنصروا منه ليدفع مؤنة شرورهم وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا اى كفى الله وليا لأوليائه وَكَفى بِاللَّهِ نَصِيراً لهم ينصرهم على أعدائه بان يغلبهم عليهم وينتقم عنهم سيما
مِنَ الَّذِينَ هادُوا نسبوا الى اليهودية ووسموا به وهم من غاية بغضهم مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم يدعون مخالفة القرآن بجميع الكتب السالفة لذلك يُحَرِّفُونَ ويغيرون الْكَلِمَ المنزلة في التورية في شأن القرآن وشأن بعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم عَنْ مَواضِعِهِ التي قد وضعها الحق سبحانه فيها بل يستبدلونها لفظا ومعنى مراء ومجادلة وَيَقُولُونَ حين دعاهم الرسول الى الايمان سَمِعْنا قولك وَعَصَيْنا أمرك وَاسْمَعْ منا في امر الدين كلاما غَيْرَ مُسْمَعٍ لك من احد وَبالجملة راعِنا واحسن رعايتنا لتستفيد منا وما يقصدون بأمثال هذه المزخرفات الباطلة الا لَيًّا اى اعراضا وصرفا للمؤمنين بِأَلْسِنَتِهِمْ عما توجهوا نحوه من التوحيد والايمان الى ما يشتهيه نفوسهم وَيريدون ان يوقعوا بها طَعْناً فِي الدِّينِ القويم والشرع المستقيم وَلَوْ أَنَّهُمْ كانوا من اهل الهداية ولهم نصيب منها قالُوا حين دعاهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم الى الإسلام سَمِعْنا قولك وَأَطَعْنا أمرك وَاسْمَعْ من وحى ربك من الاحكام واسمعها إيانا وَبالجملة انْظُرْنا بنظر الشفقة والمرحمة حتى نسترشد منك ونستهدي بهدايتك لَكانَ قولهم هذا خَيْراً لَهُمْ في أولاهم وأخراهم وَأَقْوَمَ اى اعدل سبيل الى التوحيد والايمان لو صدر عنهم هذا طوعا ورغبة وَلكِنْ قد لَعَنَهُمُ اللَّهُ اى طردهم عن عز حضوره في سابق علمه بِكُفْرِهِمْ المركوز في جبلتهم فَلا يُؤْمِنُونَ منهم إِلَّا قَلِيلًا مما استثناهم الله سبحانه في علمه السابق.
ثم ناداهم سبحانه وأوعدهم رجاء ان يتنبهوا بقوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ اى التورية آمِنُوا بِما اى بالكتاب الجامع الذي قد نَزَّلْنا من كمال فضلنا وجودنا على محمد صلّى الله عليه وسلّم مع كونه مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ اى لكتابكم مِنْ

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست